محمد العلوي السليماني

(من الرعيل الأول لرجال التربية والتعليم في مراكش).

هو الأستاذ المربي والشريف المتصوف المتفاني في الدفاع عن العقيدة محمد بن عبد الرحمان العلوي السليماني، ينحدر من ذرية السلطان المولى سليمان بن محمد، ولد بمدينة مراكش سنة 1931. يعد من الرعيل الأول لرجال التربية والتعليم في مدينة مراكش، بل في المغرب. وكان درسه في اللغة الفرنسية، سواء تعلق الأمر بمادة الإملاء أو الإنشاء، أو قراءة النصوص وشرحها، يضرب به المثل ويتخذ نموذجا من قبل مدرسي هذه المواد بلغة موليير المبتدئين. وقد تخرجت على يده أجيال عديدة من المتعلمين الذين تبوأوا فيما بعد، ولا سيما بعد استقلال المغرب سنة 1956، مناصب هامة في سلك الإدارة أو في قطاعات العمل والإنتاج الأخرى.
التحق بسلك التعليم الرسمي سنة 1951، معلما بمدرسة عرصة بناني بباب أغمات بمدينة مراكش، واستمر عمله بها إلى حدود سنة 1963 حيث عين مديرا لمدرسة الإمام الجزولي بمراكش التي استمر في إدارتها إلى أن تقاعد سنة 1991. وبالموازاة مع عمله هذا، نشط محمد السليماني في المجالين الثقافي والرياضي، إذ انتخب عدة مرات عضوا في عصبة الجنوب التابعة للجامعة الملكية لكرة القدم. وقد انخرط في أواخر العقد السادس من القرن الماضي في الطريقة القادرية البوتشيشية، وفي سنة 1974 عندما رفع الأستاذ عبد السلام ياسين إلى الملك الراحل الحسن الثاني كتابا سماه "رسالة الإسلام أو الطوفان"، تولى السليماني توزيع نسخ منها على نطاق واسع في كبريات المدن المغربية، وعلى إثر ذلك اعتقل وسجن في درب مولاي الشريف بالدار البيضاء، وظل رهن الاعتقال خمسة عشر سنة. وفي أواسط الثمانينيات ساهم السليماني في تأسيس جماعة "العدل والإحسان" متخليا عن الطريقة البودشيشية، ومرة أخرى تعرض إلى الاعتقال سنة 1990، بصفته عضوا بارزا في "مجلس الإرشاد" للجماعة، ولم يفرج عنه إلا بعد مضي سنتين كاملتين. توفي يوم الثلاثاء 9 ذو الحجة عام 1429هـ موافق 8 دجنبر سنة 2008، ووري الثرى بمقبرة باب أغمات بمراكش .

إرسال تعليق

0 تعليقات