سلسلة التعريف برجالات زعير (1)
سيدي محمد بن مبارك الزعري
هو سيدي محمد بن مبارك بن أحمد بن مسعود الشريف الحسني، من مشاهير الأولياء، وأكابر الأتقياء، اشتهر بالزعري نسبة إلى قبيلة زعير المستقرة بحوز مدينة الرباط. قال تلميذه أبو العباس أحمد أبو محلي في مؤلفه "الإصليت" (الإصليت الخريت في قطع بلعوم العفريت (مخطوط الخزانة الحسنية بالرباط تحت رقم: 100)) حين عرف بشيخه محمد بن مبارك الزعري: "وهو رضي الله عنه من قبيلة عرب بالمغرب يقال لها زعير بلغة التصغير والنسب إليه على التكبير، وقد سمعت من شيخ مسن دهري من القبيلة المذكورة، يذكر أن سبب تسمية جدهم بزعري، لقد كان يحرث على جمل وفرس معا، يقول للأول في زجره زع لأنها كلمة تساق بها الإبل وتزجر، وللثاني وهو الفرس ري بكسر الراء والسكون للياء، كما أن زع بفتح الزاي وسكون العين المهملة، وهي أعني ري محكمة يزجر بها الفرس، فلما نطق بهما، كذلك لقب بهما، فقيل له زعري، فاشتهر به، ثم غلب على ألسنة العامة اليوم تصغيره من القبيلة، فقال زعير كعمير، ومن النسب يكبرونه على الأصل، وقد مضى قال الشيخ الدهري المذكور، وكان اسم الزعري قبل ذلك سليمان، ثم غلب لقبه على اسمه".
مولده: لا يعرف تاريخ ميلاده، وكل من ترجم له لم يتعرض لذكره، بيد أن تلميذه أبا العباس أحمد أبو محلي ذكر أن سيدي محمد بن مبارك الزعري قد نيف عن سبعين سنة، و جزم بأنه توفي عام 1007هـ، فتكون ولادته على هذا عام 937هـ.
نسبه: اختلفت كلمة المؤرخين وأصحاب التراجم في نسب سيدي محمد بن مبارك للشرف النبوي، واكتفى كثيرهم بنقل ما جاء عند تلميذه أبي العباس أحمد عند قوله: "فهو رضي الله عنه زعري النسب، مالكي المذهب، وربما سمعت من بعض أقاربه وأصحابه أنه شريف النسبة، وما تلقيته منه ولا ممن أثق به، ولا بد من أولئك العصبة وإن كنت قد صرحت أو لوحت بذلك في صدر الصبابة".
ويقول صاحب "يتيمة العقود" (يتيمة العقود الوسطى في مناقب أبي عبد الله سيدي محمد المعطي مؤلفه محمد بن عبد الكريم العيدوني مخطوط المكتبة الوطنية بالرباط تحت رقم: ك 305) عند كلامه عن سيدي محمد بن مبارك الزعري أنه سمع من بعض خاصة أولاده بنسبته للشرف، لكنه لم يقف على نسبه، وأضاف، وقد نسبه بعض الأئمة إلى عرب وطنه زعير كما هي عادة النسابين، في الغالب ينسبون كل ولي إلى أهل وطنه ولو كان شريفا كما سمع من بعض أولاده، وقد سمعت ممن يوثق به أن سيدي محمد بن مبارك قال: "لولا خشية أن أخطأ الأدب مع الله ومع النبي صلى الله عليه وسلم، ومع الأشياخ، لقلت انخرقت الحجب بيني وبين ربي، فلم يبق بيني وبينه واسطة إلا النبي صلى الله عليه وسلم".
وعندما تعرض النسابة محمد بن عبد الكبير الكتاني لذكر بيت أولاد الزعري المباركيين (نسبة إلى سيدي محمد بن مبارك) المستقرين بمدينة فاس، عدهم من عوام المسلمين، فيما أشار عبد السلام بن سودة على أن أولاد الزعري المذكورين يدعون الشرف. وقد ورد في رسالة للسلطان المولى عبد الحفيظ مؤرخة في 15 شعبان الأبرك عام 1326هـ، تتضمن مدعي النسب الشريف ذكر لأولاد الطالب سي العربي الزعري القاطنين بزقاق الحجر بمدينة فاس.
إن كانتا الروايتين الأولتين لم تجزما في انتماء سيدي محمد بن مبارك إلى الشرف، فإن هناك روايات أخرى تضافرت على ثبوت النسبة إلى الشرف النبوي، منها:
جاء في كناشة لأحد علماء سلا، أن أحد أجداد المباركيين دخل إلى المغرب مع الفاتحين عند فتح إفريقيا في صدر المائة الثانية للهجرة، واستوطن جبال الناحية الشمالية الريفية، وقيل اندمجت أسرهم في أسر الأشراف الأدارسة بطريقة الزواج، وتناسلت منهم ذرية يعرفون بالبرهونيين بمقربة من جبل العلم بجوار المزارة التي تضم رفاة المولى عبد السلام بن مشيش، وانتقل جدهم إلى سلا في بداية الدولة العلوية، واشتهروا بالعلم والتدريس في مختلف المساجد، ورفع نسبهم إلى المولى إدريس، بأن قال: "أن الشيخ سيدي محمد بن أحمد مبارك هو ابن عمران ابن أحمد بن مسعود بن محمد بن برزوز بن محمد بن أحمد بن أحمد بن عبد الله بن مداس بن مناظر بن عيسى بن عبد الرحمان بن يعلي بن أبي العلاء بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن محمد ضما بن إدريس الأزهر بن إدريس الأكبر".
وجاء في "مجموعة العياشي" (مخطوط العياشي وهو حفيد سيدي محمد بن مبارك الزعري، محفوظ بالمكتبة الوطنية تحت رقم: ك 309) بقلم ناسخها المؤرخ محمد بن علي الدكالي السلوي ما يلي: "الحمد لله وحده، هذا تقييد أسلاف سيدنا محمد بن مبارك رحمه الله ورضي عنه، وهو محمد بن المبارك بن أحمد بن مسعود بن محمد بن برزوز بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن علي بن مداس بن مناظر بن عيسى بن عبد الرحمان بن يعلى بن عبد العلا بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن محمد بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله بن الحسين المثنى بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم".
وفي كتاب "كشف النقاب" للنسابة عبد القادر بن محمد الطبري، وأثناء ترجمته لأحد حفدة سيدي محمد بن مبارك الزعري، قال فيها عن هذا الحفيد: "وهو الشريف محمد الحسني بن عبد الله بن عبد العزيز بن محمد بن علي بن محمد بن مبارك بن أحمد بن مسعود بن محمد بن برزوز بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن علي بن وارسين بن حضرا بن عيسى بن عبد الرحمان بن يعلى بن عبد العال بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن محمد بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر ملك المغرب بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن (ض) سبط النبي صلى الله عليه وسلم".
هذه الأعمدة الثلاث لا تتخالف فيما بينها في تصاعد جدود سيدي محمد بن مبارك الزعري إلى المولى إدريس الفاتح الأول للمغرب. وسيؤكد لنا سيدي محمد بن مبارك الزعري نفسه انتماؤه إلى الشرف النبوي، ففي مجادلة له مع مجموعة من العلماء ومن بين ما قالوا له: "يا سيدي محمد بن مبارك لا بد أن تظهر لنا نسبك، ومن تكون؟" فقال لهم: "لم تسألونني عن الحسب والنسب، كلكم بنو آدم وآدم من التراب، والتراب من الزبد، والزبد من الماء..."، فقالوا له: "يا سيدي محمد لألفاظك وكلامك معنى أذقنا حلاوته، وأردنا أن نعرف نسبك من أنت؟" فقال لهم: "لولا حديث جدنا صلى الله عليه وسلم، لعن الله الداخل فينا من غير نسب والخارج منا من غير سبب، ما أريتكم نسبي، ولكنت أخفيته إلى يوم القيامة، منذ سمعنا هذه الآية الكريمة: "فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون..."، اسمي محمد بن مبارك بن أحمد بن مسعود بن محمد بن برزوز بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن علي بن مداس بن مناظر بن عيسى بن عبد الرحمان بن يعلا بن عبد العلا بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن محمد بن إدريس بن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب من فاطمة رضي الله عنهم".
وأشار كذلك حفيده أحمد بن عبد القادر التستاوتي إلى النسب الحسني لجده ابن مبارك عند قوله:
وعرج على القطب الرضى بن مبارك *** بـأرض زعــــــــير بدره كان ضاويـا
شـريف من الأوطــــــــاد غـوث مبجـــل *** كذا قد روينا شامـــخ القدر عاليـا
وعلق على هذه الأبيات قائلا: "وابن مبارك هو الشيخ العارف بالله تعالى سيدي محمد بن مبارك بن أحمد بن مسعود الحسني فيما رأيته مقيدا بخط ولده العالم أبي عمران سيدي موسى".
وجاء كإضافة تعليقا على البيتين أعلاه في مخطوطة لأحمد بن عبد القادر التستاوتي محفوظة في الخزانة الصبيحية بمدينة سلا، مايلي:
"سيدي محمد بن مبارك بن أحمد بن مسعود بن محمد بن برزوز بن أحمد بن عبد الله بن علي بن مداس بن مناظر بن عيسى بن عبد الرحمن بن يعلا بن عبد العلا بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن محمد بن إدريس بن إدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن السيد السبط بن مولانا علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه)، وتنتهي هذه الطرة في تحقيق النسب المباركي الحسني بهذا التقييد: "كذا وجدته مقيدا بخط الفقيه البيجري وغيره من الأشياخ".
ويعزز التقييد المشار إليه أعلاه، في سياق التعريف بالنسب الشريف لسيدي محمد بن مبارك الزعري، ما أورده أحمد بن محمد الهشتوكي (صهر الشيخ الشهير أحمد بن ناصر الدرعي) في صلب الرسالة التي بعثها، بالنيابة عنه أحمد بن ناصر إلى أحمد بن عبد القادر التستاوتي حفيد سيدي محمد بن مبارك الزعري، قائلا : "إلى محبنا الخالص القطب الفالح، سيدي ومولاي أحمد بن سيدي عبد القادر، بن سيدي عبد الوهاب بن سيدي ومولاي العالم القطب الكامل، سيدي ومولاي موسى، قطب زمانه وشمس عصره وأوانه، سيدي ومولاي محمد بن مبارك الشريف الحسني. هكذا وجدته مقيدا – يقول الهشتوكي – بخط سيدي موسى ولده...".
ويشايع بعض الدارسين، كالأستاد محمد المنوني مثلا، ابن عاشر الحافي في الجمع بين لفظتي (المباركي والحسني) ففي محاضرة له عن المصادر التاريخية، على عهد العلويين، خصص لكتاب نزهة الناظر (مخطوط نزهة الناظر وبهجة الغصن الناضر، محفوظ بالمكتبة الوطنية بالرباط تحت رقم: د 1302) لأحمد بن عبد القادر التستاوتي، ضمن حديثه عن المجاميع الأدبية فقرة، ذكرت الكتاب ومظان وجوده، وعدد نسخه، وهو يعتبر الكتاب مجموعة أدبية من تأليف أبي العباس التستاوتي أحمد بن عبد القادر بن الشيخ محمد بن مبارك المباركي الحسني .... والراحل المنوني، وهو الخبير بالتراث المغربي، لم يشايع الحافي من باب التقليد، بل انطلق من معرفته المستقصية بالشخص وتراثه.
وهذه كلها إفادات، تشير إلى النسب الحسني لسيدي محمد بن مبارك الزعري، حيث يتصل عمود نسبه بالإمام إدريس ابن الإمام إدريس رضي الله عنهما.
في وصوله إلى زعير: يقول سيدي محمد بن مبارك الزعري: "قسمت أجدادنا في أولاد جدنا مولانا إدريس من أوطاط، وكان أعمامه يتقاتلون، فخرج أبي مع أمي وأنا معهم حتى نزل إلى الغرب، وسكن في موطن يقال له عشابة، ثم ماتا رحمهما الله تعالى ورضي عنهما، فتوجهت بنفسي أعبد الله في البرية نحو عشرين سنة". ويقول حفيده أبو العباس أحمد: "ثم بعد ذلك انتقل ابن مبارك لبلد زعير، وكان مع أولاد الطيب (قبيلة من زعير) ، ثم انتقل للجطارنة (لعلها فرقة أو فخذ من قبائل زعير، وهناك أفراد من قبيلة أولاد كثير من زعير يدعون الكطارنة ) ، وعندهم تزوج وكان من أمره ما كان"، وقد عقد قرانه بربيبة كبير قبيلة الجطارنة وهي من الشياظمة، فولد معها مولاي موسى و مولاي علي ومولاي عيسى ومولاي أحمد.
أوليته: كان الشيخ سيدي محمد بن مبارك في شبابه يحاول القراءة بمكناسة الزيتون، فجاء النبي (ص) في رؤياه، فقال له فيما يحكيه، أنك لن تقرأ ولكنك شيخ، فعند ذلك خرج لباديته، ولا يعلم تأويل رؤياه في بدايته، بل ظنها مشيخة القبيلة، فكان يزاحم رؤساء الجيل ليتقدمهم عند السلطان، إلى أن سرت إليه نفحة رحموتية من حضرة جبروتية من قبل مراكش، فبايع المؤيد في مقامه، وهو شيخ الحقيقة أبو عمرو القسطلي المراكشي الشهير بعد مشاهدات خارقية ومنازلات ذوقية.
ويحكى أن عرب زعير لما ذهبوا إلى سيدي أبي عمرو القسطلي وصحبوا معهم سيدي محمد بن مبارك: فقال لهم أبو عمرو: "من أتى بها كلها، ذهب بها كلها"، قالوا يعني المحبة، وكان ابن مبارك إلى الآن ما صحبه، فلما رجعوا من عنده، تحدثوا بقوله ذلك، سمعه سيدي محمد بن مبارك، فجمع جميع ماله من ماشية وغيرها حتى جمع القدر التي كان يطبخ فيها، ذهب بذلك كله، هو وزوجته إلى الشيخ، فقال له: "يا سيدي قد سمعت عنك أن قلت وقلت، وقد أتيت بها كلها يعني ما يملك من الدنيا"، فقال له: "وأنت قد ذهبت بها كلها"، فامتلأ منه مددا، فلما رجع ذهبوا به يحملونه على أربعة جمال إذا أعيا هذا، حملوه على هذا، فما أو صلوه إلا بعد جهد جهيد، من ثقل ما نزل به.
وعندما رجع صاحب الترجمة من عند شيخه أبي عمرو المراكشي، شرع في بناء مسجد بالموضع الذي عين له الشيخ لسكناه.
صفته: يقول تلميذه أبو محلي في "الإصليت": كان سيدي محمد بن مبارك شيخا مهيبا، فاضلا، كامل الأخلاق والخلق، واصلا رفيع الهمة بديع الحكمة، صادق اللهجة، معتدل الحنية، ظاهر السمت، مطمس الصمت، إن تكلم أسكت، وإن صمت أبهت. دابر حاله بين الوجود والعدم، تمكن في المقام بعدله، وسما فوق الغمام بفضله، كريم السجايا عظيم المزايا، رحب الساحة، خصب الراحة، ذو الفائدة والمائدة، للصادرة والواردة، مع أنه أمي.
شيوخه: أخذ الطريقة عن شيخه الشهير أبي عمرو الأندلسي القسطلي المراكشي الجزولي دفين رياض العروس بمراكش المتوفى عام 974/ 1566. وجاء في "التحفة" (تحفة أهل الصديقية بأسانيد الطائفة الجزولية والزروقية لمحمد المهدي الفاسي مخطوط المكتبة الوطنية بالرباط يحمل رقم: د 2744) أن الشيخ ابن مبارك الزعري أخذ أولا عن سيدي حمامة، ثم بعده عن سيدي محمد بن عمر بن داود المختار، وأوصاه فقال له: "اتق الله أبدا، ولا تعصيه أبدا، ولا تنسب لنفسك شيئا أبدا"، وبقي موليا في صحبة سيدي حمامة نحو الخمسة عشر عاما.
شهرته وبعض كراماته: داع صيت الشيخ محمد بن مبارك الزعري بعد أن سمع الناس بكراماته العديدة، فقد ذكر مجهول "المحلى" (المحلى في مناقب محمد بن مبارك لمؤلف مجهول مخطوط الخزانة الحسنية بالرباط يحمل رقم: 726) أن ألف طالب كانوا يقرؤون العلم والقرآن الكريم في بلده، ويأكلون في زاويته، وجاء في "الممتع" أن الشيخ أبو عبد الله محمد بن مبارك الزعري، دفين تستاوت (قرية جبلية توجد جنوب والماس، تابعة للجماعة القروية لحد بوحسوسن، إقليم خنيفرة، وبها يوجد ضريح سيدي محمد بن مبارك الزعري ) من أصحاب سيدي أبي عمرو المراكشي، كان فياض الحال، باهر الخوارق، مدعي فيه القطبانية. وفي "إتحاف" ابن زيدان: "أن محمد بن مبارك الزعري الأصل، المكناسي النشأة من مشاهير الأولياء الكاملين، وأعيان الصالحين".
وقيل أن صاحب الترجمة عندما رجع من مراكش إلى باديته، بنى مسجدا بالموضع الذي عينه له شيخه أبا عمرو القسطلي لسكناه، فقيل له جعلت محرابه منحرفا، فأشار بيده إلى جهة مكة، فزحزحت الجبال وانخفضت الأكم يمينا وشمالا حتى شهد الحاضرون مكة جميعا.
الآخذون عنه: من أشهر تلاميذ محمد بن مبارك الزعري الآخذين عنه، أبو العباس أحمد المعروف بأبي محلي صاحب مؤلف "الإصليت الخريت في قطع بلعوم العفريت" وغيره من التآليف، والذي لازم ابن مبارك ثمان عشرة سنة، فأثرت فيه صحبة هذا الوالي الكبير، وتحدث عنه بإسهاب في مؤلفه المذكور، كما أخذ عنه العارف الكبير أبو عبد الله محمد الشرقي دفين أبي الجعد. وذكر في "المحاضرات" أن جماعة من أصحابه دخلوا على قطب عصره سيدي محمد الشرقي، فقال لهم: ما يقول شيخكم؟ فقالوا له: أنه يقول أهل زماني محسوبون علي أو بذمتي، فقال سيدي محمد الشرقي، اشهدوا علينا أننا من زمان ابن مبارك، وخاطبه سيدي محمد الشرقي بقوله:
يا ساكن في أرض البـــــوادي *** لا تتــــــــعـدش الـمــــــــــــــوارد
اصــــــــحب هـداه الـطـــــــريــقا *** تحصـــــل لـــــــك الفــــــــوائـــد
فأجابه الشيخ ابن مبارك الزعري بقوله:
تــــــالله مـا كـــــــــان هـــــــــــذا *** إلا مـن مجــــــدوب ســالك
يسقـي خــــــــمـرا الـرجــــــــــالا *** ممـلوك مـن الـحق مالك
وما أجابه إلا بعد أن ألح عليه أصحابه في الجواب، فأعجب جوابه الشيخ محمد الشرقي واستحسنه. وقد استقى من هاته الزاوية الزعرية العديد من الفضلاء وأهل الولاية والصلاح، وقد قدم لنا صاحب "المحلى" لائحة بأسماء بعض الطلبة الملازمين لزاوية الشيخ الزعري، منهم أحمد بن عبد الله بن القاضي ويحيى بن عبد الله السوسي ومحمد بن أبي بكر الدلائي وعبد الله الغياثي وأحمد الزعري ومبارك الطيبي ومولاي عبد الله الأمغاري ومولاي علي المرشيشي وإبراهيم التونسي ومحمد بن الحاج التطواني ومحمد الشرقي البوجعدي وغيرهم. كما أخذ عن الشيخ ابن مبارك الشيخ الأكبر الولي الأسمر سيدي أبو بكر محمد المجاطي مؤسس الزاوية الدلائية، ذكر سليمان الحوات في "البذور الضاوية"، بأن أبي بكر الدلائي لقي الشيخ أبي عبد الله محمد بن مبارك الزعري دفين تاستوت بمنزله وتبرك به ودعا له. كما يعد الشيخ ابن مبارك الزعري من الذين أخذ عنهم سيدي محمد بن أبي بكر الدلائي الطريقة.
وفاته: قال تلميذه أبو العباس أحمد، أن سيدي محمد بن مبارك توفي عام 1007هـ، في الوباء الذي عم تلول المغرب، واستطال فيها. وفي "المرءاة" (مرآة المحاسن من أخبار الشيخ أبي المحاسن لمحمد العربي الفاسي)، أنه توفي بتستاوت بالوباء في الثاني من شوال عام 1006هـ موافق 8 ماي سنة 1597، وجزم بعض الطلبة من حفدته، بأنه توفي عام 1006هـ فهو الصحيح. دفن رحمه الله بتستاوت ببلاد زيان حيث كان موطن قبائل زعير، وضريحه شهير يزار، قرب الشيخ أبي يعزى (مولاي بوعزة) دفين تاغية، وهو لا يبعد عنه إلا بنحو ثلاثين كيلومترا. لقد انتشرت الطريقة الشادلية بزعير بفضل القطب سيدي محمد بن مبارك الزعري والقطب أبي عمرو القسطلي المراكشي وعدد من المريدين من زعير ممن لازموا الزاوية البوعمرية، ويقال أن فقهاء زعير اتخدوا نظم السلسلة الشادلية الجزولية وردا في وظيفتهم.
ضريحه: بعد وفاة سيدي محمد بن مبارك الزعري، قام سلطان المغرب آنذاك أحمد المنصور الذهبي ببناء قبته بمشاركة ابنته التي وهبت صداقها في البناء محبة منها في هذا الولي الصالح، أما مسجده فقد تولى بنائه في حياته بأمر من شيخه أبي عمرو القسطلي المراكشي دفين رياض العروس. وبقي أمر بناء الضريح والمسجد على حالهما إلى عهد السلطان الحسن الأول، ففي إحدى حركاته زار هذا الولي الصالح ودخل إلى مسجده وصلى فيه، فوجد مدرسته التي كانت مملوءة بالطلبة غير صالحة وغير كافية لمن يقصدها، وحينما رجع إلى مدينة فاس بعث بالبنائين والنجارين والعمال وبآليات البناء من فاس، فبنيت المدرسة الموجودة الآن وأضيفت إليها مرافق أخرى مجاورة للمسجد لإيواء الطلبة، وجعل أبوابها من خشب العرعار، وقد تكلف قياد زعير آنذاك بنقل القرميد إلى عين المكان. أما القبة فبقيت على حالتها الأولى إلى عام 1336هـ، حيث قام أهل القبيلة بإصلاحها وترميمها، وأعانهم على ذلك صندوق ضريح المولى أبي يعزى. فظل على ما هو عليه حتى نهاية ثمانينات القرن الماضي، حيت شيدت له صومعة شامخة وخصص بعدها المسجد الأول للصلوات الخمس والجمع، والمسجد الصغير لتحفيظ القرآن الكريم وأصول الدين. واللافت في الأمر هو تزايد عدد سكان المدشر بشكل كبير خلال فترة الحماية الفرنسية على المغرب، وسبب ذلك ما كان يعرف بـ "الاستحرام" واللجوء إلى حرمات الأضرحة هربا من بطش المستعمر الغاشم. وقد أضحى ضريح سيدي محمد بن مبارك الزعري خلال هذه الفترة الحرجة من تاريخ المغرب، قبلة وملاذا للعديد من المجاهدين والمقاومين... أما حاليا فقد أصبح المدشر شبه مهجور، بسبب وفاة معظم أعيان ومشايخ آل المباركي من جهة، والهجرة القروية لشباب المنطقة بسبب التهميش الكبير الذي طال ويطال هذا المدشر من جهة ثانية. ورغم أن المباركيين النازلين بالمدشر محاطين من كل حدب وصوب بقبائل زيان، فقد حافظوا على لهجتهم العربية، ولم يبدأ الانصهار والتزاوج مع زيان إلا في السنوات الأخيرة، ويعتبر المشهد الطبيعي لمدشر سيدي محمد بن مبارك رائعا ويستحق الزيارة والترويح عن النفس...
رسائل مخزنية في شأن إصلاح وترميم زاوية سيدي محمد بن مبارك الزعري:
"الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
بعد تقبيل البساط الكريم وأداء ما يجب لمولانا المؤيد بالله حامي حمى الله والدين مولانا أمير المؤمنين، فينهى لكريم علم سيدنا أنه قد وصلنا الكتاب الشريف على أن نوجه حذاقا من ذوي إصلاحات البناء، ومقادير صوائرها للزاوية المباركية بطرف زيان لمعاينة قبة سيدي محمد بن امبارك، ودراية ما تحتاج إليه من الإصلاح، وكمية صائره، ونخبر حضرة مولانا العالية بالله بذلك، فقد قابلنا أمر مولانا أدام الله عزه ونصره بالامتثال، ويصل الحضرة الشريفة الموجب المعمول فيما قدر لذلك، وعند خدمة مولانا وطاعته طالبين رضاه والسلام. في 2 رمضان عام 1301هـ". الحاج عبد الحفيظ برادة لطف الله به/ الحاج العباس بن محمد بركاش لطف الله به.
"الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه وسلم
سيدنا الفقيه العلامة الوزير الأعظم سيدي محمد بن العربي سلام عليك ورحمة الله وبركاته عن خير سيدنا نصره الله وبعد فموجبه إعلام سيادتك أنا وجهنا لحضرة مولانا العالية بالله بالموجب المجعول في إصلاح قبة سيدي محمد بن مبارك الذي بطرف زيان امتثالا للامر الشريف أعزه الله وأعلمنا سيادتك بذلك والله يحفظك والسلام. في 2 رمضان عام 1301هـ". أميني مرسى العدوتين الحاج عبد الحفيظ برادة لطف الله به/ الحاج العباس بن محمد بركاش لطف الله به.
"... نأمر قواد المزارعة من زعير، أن يحملوا مانابهم مع الخديم الطالب الجيلاني المباركي في قرمود قبة الولي الصالح السيد محمد بن امبارك من رباط الفتح واصلا للزاوية المذكورة، وقد كتبنا للخديم المذكور بذلك، والسلام. في 21 ربيع الثاني عام 1302هـ".
"... نأمر خديمنا الجيلاني المباركي الزعري، أن يحمل ما نابه مع المزارعة في قرمود قبة الولي الصالح السيد محمد بن امبارك من رباط الفتح واصلا للزاوية المذكورة، وقد كتبنا لقواد المزارعة بذلك، والسلام. في 21 ربيع الثاني عام 1302هـ".
مدشر سيدي محمد بن مبارك الزعري ببلاد زيان:
هو تجمع سكني صغير يحمل اسم تستاوت، تابع للنفوذ الجغرافي لجماعة حد بوحسوسن بإقليم خنيفرة على بعد حوالي 7 كلم جنوب غرب مركز الجماعة القروية لبوحسوسن، وهو مدشر صغير أنشأ حول ضريح سيدي محمد بن مبارك الزعري فوق ربوة عالية تشرف عليها نتوء صخرية ضخمة. وقد تشكلت نواة المدشر حسب رواية صاحب مؤلف "رسالة المراحل في مناقب أبي يعزى الراحل" من المسجد الذي بناه سيدي محمد بن مبارك الزعري للصلاة وتلقين العلم بالمنطقة، ليبدأ بعد ذلك استقرار بعض العامة في مساكن جوار المسجد إلى جانب طلبته ومريديه. ويضم حاليا هذا التكتل السكني (غالبية ساكنيه من حفدة الزعري) العديد من الأضرحة، منها ضريح الولية الصالحة لالة رحمة بنت سيدي محمد بن مبارك الزعري وضريح سيدي إبراهيم المباركي مروض الخيول (طواع الخيل الحرانة) وضريح سيدي أحمد بن الحاج المباركي...
ما قيل في سيدي محمد بن مبارك الزعري: مدح أحمد التستاوتي المباركي جده سيدي محمد بن مبارك الزعري، وتوسل إليه باختلاجات حارة على ضريحه، وقد حملها شكواه، بقوله:
يا أيــــها الغـــوث الذي بزمــــــــــــانه *** كان المــــــصير لقوله والمرجع
كــم أزمـــــــة فرجتـــــــــها عند الكريـ *** ـم بجاهـــــــكم ومـــــذله تـــــنقشع
وما علمت بمــــــا جرى بمــــــكانكم *** مــــــــما به أهــــــل الــــوفا تنقطع
حرق جـــرى ملأ البسيـــــــــطة حره *** مــــــن تلقه من هــــــوله يتفجع
يا ابن المبارك هل لكم من غيرة *** فإلى متى أرجوك شملي يجمع
ذرية سيدي محمد بن مبارك الزعري
المباركيون بزعير: خلف سيدي محمد بن مبارك الزعري من الأولاد مولاي موسى ومولاي علي ومولاي عيسى ومولاي أحمد ومن البنات لالة رحمة. وينتشر حاليا عقب هذا الولي الصالح الشريف الحسني بعدة مناطق من المغرب، وبالأخص في قبائل زعير، ولهم شفوف واحترام من طرف السكان. فمنهم:
المباركيون: هؤلاء يعرفون باسم جدهم سيدي محمد بن مبارك الزعري، ويتواجدون بالقبائل الزعرية التالية: أولاد كثير (أولاد أحمد أو أولاد أحمد البغل)، الرواشد، الغوالم والنغامشة.
أولاد سيدي بن دامو المباركي: يقطن هؤلاء بقبيلة أولاد علي من زعير حيث يوجد ضريح جدهم سيدي بن دامو المباركي.
أولاد سيدي عبد الرحمان المباركي: يشكل هؤلاء دوارا بقبيلة أولاد موسى من زعير، ويقطنون قرب ضريح جدهم سيدي عبد الرحمان المباركي بالمكان المعروف بـ: "الدشر"، أو زاوية سيدي عبد الرحمان، وهي عبارة عن قبة وبعض البيوت.
القادريون: هؤلاء من عقب سيدي أحمد بن عبد القادر التستاوتي المباركي المتوفى بمكناس عام 1127/ 1715. ويشكل القادريون دوارا من قبيلة أولاد علي من زعير، ويسكنون المنطقة المتواجدة على يسار الطريق المؤدية من الرماني إلى قرية الزحيليكة، وبيدهم ظهائر علوية توقرهم وتحترمهم كما أكد لنا ذلك أحد أفرادهم.
* رسالة من قائد زعري إلى السلطان المولى عبد العزيز في شأن القادريين المذكورين أعلاه:
"الحمد لله وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وآله
أدام الله العز والتمكين والنصر والفتح المبين، لمولانا أمير المؤمنين، ناصر الملة والدين، وقاهر أعداء الله المشركين، سلام على مقام سيدنا الأسمى، وجنابه الأحمى، فبعد تقبيل حاشية البساط الشريف، وأداء ما يجب لمولانا من التعظيم والتشريف، فليكن في كريم علم مولانا الشريف، أن شرفاء من أولاد سيدي أحمد بن عبد القادر المباركي نازلين ببلدنا زعير، وأرادوا التسوق إلى مدينة الرباط وسلا، وخافوا أن يصلهم مكروه، فنحب من فضل سيدنا أعلا الله مناره، أن يؤمن عليهم بالأمان التام، ونطلب من سيدنا صالح الدعاء لنا ولإخواننا، والعبد على الخدمة الجادة الشريفة والسلام. في 26 شعبان الأبرك عام 1312هـ." خديم المقام العالي بالله أحمد بن المهدي وفقه الله.
أولاد سيدي بوعمرو بن حمو المباركي: يقطن هؤلاء بفرقة أيت الشرقي بقبيلة النغامشة من زعير، ويعرفون لدى ساكنة النغامشة بـ: "الفقراء"، ولهم ظهير سلطاني يشرفهم ويوقرهم كما أكد لنا ذلك أحد حفدتهم. ويحكون كذلك أن جدهم هو سيدي حمو المباركي دفين منطقة صبارة بقبيلة أولاد دحو من زعير، وأن سيدي حمو هذا كان بهلولا متبركا به يروض الأفاعي، وأوصى بدفنه بالمكان المذكور.
أولاد سيدي الغزواني المباركي: يعرف عقب سيدي الغزواني المباركي باسم الشراشرة منهم أولاد الكثيرية والغزاونة... ويشكلون حاليا فرقة من فرق قبيلة أولاد ميمون من زعير، يقطنون حوز قرية النخيلة. ولعل الشراشرة إخوة لفخذ الغزاونة الذين يستقرون حول ضريح جدهم سيدي محمد بن مبارك بتستاوت.
البواشرية (أولاد سيدي البشير المباركي): هم المنحدرون من عقب سيدي البشير بن بوطاهر المباركي دفين قبيلة أولاد زيد من زعير، يتواجد هؤلاء بقبيلتي أولاد دحو و الغوالم، وقد قدر محمد بن سودة عدد أفراد هذه البواشرية في السبعينيات من القرن الماضي بحوالي 400 نسمة.
* ظهير صادر من لدن السلطان المولى عبد العزير في شأن البواشرية:
"الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله
(عبد العزيز بن الحسن الله وليه ومولاه)
يعلم من كتابنا هذا أسماه الله وأعز أمره، أننا جددنا لحملته أولاد السيد البشير المباركي حكم ما بيدهم من ظهير سيدنا الوالد قدسه الله، وبسطنا عليهم أردية الأمان، فلا يهضم لهم جناب، ولا تمتد إليهم يد اعتداء بظفر ولا ناب، والواقف عليه يعلمه ويعمل به ولا يحيد عن مذهبه... والسلام. في 23 جمادى الأولى عام 1313هـ".
أولاد سيدي علي بن محمد المباركي: يقطن هؤلاء المباركيون بقبيلة الغوالم بتراب فرقة العزازبة حول ضريح جدهم سيدي علي المباركي، وحسب الرواية الشفهية فإن سيدي علي صاحب الضريح بالقبيلة المذكورة هو ابن سيدي محمد بن مبارك الزعري، والشيء المؤكد أن أحد أبناء سيدي محمد بن مبارك يحمل اسم علي. ويعقد لهذا الولي الصالح موسم سنوي في شهر أكتوبر تحضره قبائل الغوالم وأولاد عمران وغيرهما. ويحكى أن سيدي علي بن محمد بن مبارك كان مولعا بالصيد، ويصطحب معه الكلاب، ولهذا كان يلقب بسيدي علي "بوكليبات".
المباركيون بجهات أخرى:
مدينة فاس: هم أولاد الزعري المباركيين المستقرين بمدينة فاس، من عقب سيدي موسى بن محمد بن مبارك الزعري، وقد ذكرهم وترجم لأعلامهم غير واحد من نسابة مدينة فاس، قال فيهم الشيخ عبد الكبير الكتاني: "بيت الزعري أو بيت أولاد الزعري نسبة الى قبيلة زعير الشهيرة، اعلم أن بيتهم معروف وقديم بفاس تقدم فيهم العدول بسماطها والقضاة، وذكر منهم بعض الأعلام وأشار إلى أن بقيتهم بفاس على قلة إلى اليوم". وفيهم قال النسابة المؤرخ محمد بن عبد الكبير الكتاني: "ومنهم قبيلة أولاد الزعري، اعلم أن قبيلة أولاد الزعري قديمة بهذه الحضرة، ومن عوام المسلمين، تقدم فيهم العلماء والأدباء والقضاة والعدول".
وذكرهم كذلك المؤرخ عبد السلام بن سودة، حيث قال: "أولاد الزعري من قبيلة زعير وهم على فرقتين، فرقة منهم تدعي الشرف ويذكرون أنهم من ذرية الولي الصالح أبي عبد الله محمد بن مبارك الزعري دفين تستاوت المتوفي سنة ست أو تسع وألف". وعرج على ذكر بعض أعلام هذا البيت الزعري، وأضاف أنهم الآن أهل معاش وحرفة، لهم دار محبسة عليهم بحومة المولى إدريس بن إدريس رضي الله عنهما تقابل محرابه، وختم بذكر الفرقة الثانية من قبيلة زعير التي تستوطن مدينة فاس وقال أنهم أهل معاش وحرفة.
من خلال تتبع تراجم أعلام بيت أولاد الزعري المستقرين بمدينة فاس، يتبين أنهم من عقب العالم الجليل سيدي موسى بن محمد بن مبارك الزعري الذي كان صيته ذائعا بالحضرة الفاسية وغيرها.
قبيلة بني ورياجل: يحمل آل سيدي محمد بن مبارك الزعري بقبيلة بني ورياجل (أو بني ورياكل بالكاف المعقودة) لقب الورياجلي، مضافة إلى لقبي الزعري المباركي. وتوجد هذه القبيلة الصنهاجية بناحية وادي ورغة شمال مدينة فاس، ولا نعرف متى وكيف انتقل المباركيون لاستيطان هذه القبيلة، ولعلهم قدموا إليها بعد استيطانهم مدينة فاس.
مدينة سلا: يعرف آل سيدي محمد بن مبارك الزعري بمدينة سلا بـ: البراهميين، وهم من عمود الولي الصالح سيدي إبراهيم بن أحمد بن عبد القادر التستاوتي المباركي، وهؤلاء هم المترفون بزاوية الشيخ الأكبر بسلا.
حوز مدينة العرائش: يوجد البعض من آل سيدي محمد بن مبارك الزعري بالقرب من مدينة العرائش، على ضفة وادي لوكوس بنحو 10 كلم، بمدشر يسمى مدشر دكالة، وهناك ضريح سيدي مبارك بن عمران، ويقتسمون فتوحاته مع المباركيين الموجودين بسلا. وقد صدر بتاريخ 8 رمضان عام 1332هـ (1914م)، ظهير خليفي بإقرار الشرفاء المباركيين القاطنين بمدينة فاس، حفدة الولي الصالح سيدي مبارك بن عمران دفين الساحل بمنطقة العرائش على ما يقبضونه مما يحيى لضريح جدهم المذكور من الفتوحات والدبائح....
تستاوت: توجد ذرية سيدي محمد بن مبارك الزعري بتستاوت بإقليم خنيفرة، يتكتلون حول ضريح جدهم، وهم يتفرعون إلى عدة فرق أو دواوير، منها:
أيت بوزيان (أو أولاد بوزيان): هؤلاء من عقب سيدي أحمد بن الحاج المباركي دفين قرية سيدي محمد بن مبارك؛
أيت إسماعيل (أو أولاد إسماعيل): ينحدرون من عقب سيدي إبراهيم المباركي، ضريحه يوجد بقرية سيدي محمد بن مبارك؛
التبابعة: ينحدرون من عقب سيدي التباع المباركي، وينقسمون إلى فخذين، هما: أولاد حدو والمحاريك؛
الغزاونة: ينحدرون من عقب سيدي الغزواني المباركي، منهم أيت بنقاسم والطواهرية وأولاد بوديان.
مراكش: أما آل سيدي محمد بن مبارك الزعري المتواجدين بمدينة مراكش، فهم من عقب الشريف الأثيل سيدي عبد الكامل المباركي المتوفى رحمة الله عليه بالروضة الهاشمية بجوار البيت النبوي الأعظم بالبقاع المقدسة حين ذهب هناك حاجا، ولهم أبناء عمومة بزعير.
جهات أخرى: كما يوجد المباركيون الزعريون بكل من ضاحية قلعة السراغنة وورزازات وأبي الجعد. ومنهم كذلك ذرية سيدي الغندور المباركي دفين قبيلة الحجامة إحدى قبائل زمور...

إرسال تعليق

0 تعليقات