في بداية عهد الحماية الفرنسية على المغرب، كانت قرية
النخيلة هي مركز القيادة الفرنسية بمنطقة زعير، واستمر هذا الوضع إلى حدود 27 غشت
سنة 1917، وبهذا التاريخ نقل مقر دائرة زعير ومصالح الحماية الفرنسية إلى معسكر
الرماني Camp Marchand. منذ تأسيس
مركز الرماني وإلى حدود سنة 1930، كانت خدماته عسكرية محضة، تكمن في المحافظة على
تهدئة قبائل زعير حتى يتمكن المعمرون الوافدون على المنطقة من الاندماج مع السكان
المحليين وبالتالي ضمان استقرارهم[1].
ابتداء من سنة 1930، بدأت تظهر بوادر أشغال بناء أحياء
مركز الرماني، وتم وضع خطاطات التهيئة والتجزءات السكنية، ثم سلمت بقع البناء،
بحيث تم شراء 58 هكتارا خصصت لتجزئة Vivrier، وبدأت كذلك أشغال تبليط وترصيف أزقة الأحياء، وتمت أيضا
دراسة أشغال الربط بالتيار الكهربائي والربط بشبكة الماء الصالح للشرب وتم غرس
1280 شجيرة وبناء مجزرة عمومية. وقد سلمت 9 رخص لطلبات البناء سنة 1931[2]،
ووصل عدد زبناء المكتب الوصي على الماء سنة 1930 أربعون زبونا[3].
L'Echo du maroc, n°: 7156, mercredi 13 juillet 1932.
هذا فضلا على ظهور بعض المنشآت في العشرينيات من القرن
الماضي وقبلها بحي القشلة (مقر دائرة الرماني حاليا)، منها مكتب الدائرة والمراقبة
العسكرية والمدنية والمحكمة ومستوصف الرهيبات ودور الضباط والعساكر وغيرها من
المنشآت، وقد شيدت هذه البنايات فوق ربوة عالية لأهداف أمنية.
وبتأسيس المصالح الإدارية وبعض الأحياء خصوصا حي المسجد،
أصبح معسكر مرشان مركزا لاستقطاب سكان المنطقة وغيرهم الذين تجمعوا في
أحياء هامشية، وأكثرهم من صغار فلاحي المنطقة الذين عانوا من المجاعة سنتي
1927-1944، وكذلك من بطش المستعمرين الذين سيطروا على أجود الأراضي بالمنطقة،
فاقتلعوا أهاليها بشتى الوسائل، وأصبح معسكر مرشان بالنسبة لهم مكانا للحصول على لقمة عيش من خبز وسكر وشاي[4].
استقر هؤلاء الوافدون الجدد على مركز مرشان في
سكن عبارة عن "نوايل" من القش والتبن، بالمكان الذي يوجد به حاليا حي Amal
Pam، واستمر هذا الحي قائما إلى شهر غشت سنة 1953، حيث
التهمته نيران قوية، أتت على أكمله في ساعات قليلة، وقد أدى هذا الحادث المفجع إلى
ظهور أحياء قصديرية بدل "النوايل" وظروف عيش صعبة وانتشار الأمراض والأوبئة.
استمرت الهجرة قائمة إلى مركز الرماني، مما أدى إلى ظهور
أحياء هامشية أخرى، منها حي "الحرشية" وحي سيدي منصور، وهذين الحيين
ارتبط ظهورهما بعامل اقتصادي يكمن في تأسيس شركة التعاون الفلاحية المغربية (La
S.C.A.M) سنة 1952، ومعمل
الخمورLa cave COVIMARD، ومعمل
كوريفلة لإنتاج المربى، هذه الوحدات الثلاث كانت عاملا في استقطاب يد عاملة موسمية
وبالتالي ظهور الأحياء المذكورة[5]، كما عرف الرماني هجرات سكانية أتت من سوس ودكالة ومناطق أخرى .
مع استقرار الإدارة الفرنسية والمعمرين وهجرة السكان، أصبح عدد سكان مركز مرشان
في تزايد كما يبينه الجدول التالي[6]:
السكان
السنة
|
المغاربة
|
الأوربيون
|
المجموع
|
|
1936
|
1028
|
119
|
1147
|
|
1947
|
؟
|
177
|
؟
|
|
1952
|
1308
|
248
|
1556
|
|
من حيث التنظيم
الإداري، فقد أصبح معسكر مرشان سنة 1916 مقرا للمراقبة العسكرية المدنية
التابعة لجهة الرباط، يراقب جميع قبائل زعير
وعددها 19 قبيلة موزعة على 14 قيادة[7]،
وفي سنة 1929 أصبحت بعض فرق قبيلتي أولاد ميمون و أولاد كثير وقبائل بني عبيد
والرمامحة وأولاد الطيب تابعة للمراقبة المدنية لأحواز الرباط[8].
لم تعرف مدينة الرماني انتعاشة عمرانية أو حركة صناعية
أو اجتماعية ملحوظة كبعض المدن الأخرى، ولم تستفد خلال عقود الاحتلال إلا من بنيات
ومرافق جد ضئيلة تم استحداثها مثل الشبكة الطرقية التي تربطه ببعض المدن وبعض
المؤسسات التعليمية والصحية والفلاحية البسيطة التي كانت في خدمة المعمرين بالدرجة
الأولى.
www.facebook.com/saidamine.chakir
0 تعليقات
ROMMANI PRESS