إن المدينة كتجمع حضري للسكان لم يكن ظاهرة موجودة بالمجال الترابي الزعري،
وبروز أول الأنوية المدينية بهذه المنطقة يرجع إلى عهد الاستعمار الفرنسي الذي فرض
نمطا معينا من التمدن تبعا لمصالحه العسكرية والاقتصادية، وتدخل مدينة الرماني في
عداد المدن الصغيرة، اتخذت سلطات الحماية الفرنسية من موقعها مركزا عسكريا وإداريا
وسط بلاد زعير، وجاء إنشاؤها لتثبيت الوجود الفرنسي بالمنطقة، ولدعم استقرار
المعمرين فيها، وتطورت الرماني كقرية للاستعمار الفلاحي وسط نطاق زراعي خصب، وهكذا
نشأت هذه المدينة وترعرعت في أحضان الجهاز الاستعماري والمعمرين الذين جعلوا منها
نموذجا للقرية الاستعمارية.
موقع
الرماني
تقع مدينة الرماني جنوب شرق مدينة الرباط، عند تلاقي
الإحداثيات الجغرافية 33°31'60
طولا و6°35'60 عرضا، وتعلو عن سطح البحر
بـ: 306 متر.
تبعد عن مدينة الرباط بـ: 81 كلم، وعن مدينة الدار
البيضاء بـ: 123 كلم، وعن مدينة وادي زم بـ: 90 كلم، وعن مدينة فاس بـ: 200 كلم.
وتعد مدينة الرماني اليوم أحد مقرات الدوائر الأربع
لإقليم الخميسات وذلك منذ سنة 1973، تشرف إداريا على تسيير بعض قيادات وجماعات قروية
لقبائل زعير (عين السبيت ومرشوش، أحد البراشوة، الزحيليكة، أحد الغوالم، جمعة مول
البلاد، مولاي إدريس أغبال) في إطار التبعية الإدارية لإقليم الخميسات ولجهة
الرباط سلا زمور زعير.
يتشكل النسيج الحضري
للرماني من تسعة أحياء بدون صفيح، وهي: المركز، الأمل، سيدي أبو الفضائل، الحي
الإداري، النهضة 1، النهضة 2، سيدي منصور، الحرشية والسعادة.
خريطة تظهر موقع الرماني (Camp Marchand) في الخريطة الوطنية.
اسم الرماني
هناك عدة روايات حول اسم الرماني، تقول إحداها
أن سبب التسمية هو وجود أشجار الرمان بالمنطقة خصوصا ببساتين واد ازبيدة[1].
وتقول الرواية الثانية أن سبب التسمية يعود إلى شخص يدعى الرومان الأزرق (المسيحي
ذو العينين الزرقاوين)، كان يعيش بالمنطقة على عهد الرومان، وكان صاحب جاه وسلطة.
في حين تشير رواية ثالثة أن سبب التسمية هو وجود أثار رومانية بالمنطقة[2]،
لكنني لم أقف عليها. وهناك رواية رابعة تقول أن اسم الرماني
مأخوذ من لغة الرومان وأن هناك عدة مواقع بمنطقة زعير تحمل أسماء رومانية مثل
مرشوش التي تعني marcus والبراشوة التي تعني brass acqua[3]. وقد عرف مركز الرماني طيلة
فترة الحماية الفرنسية على المغرب باسم "معسكر مرشان".
معسكر"مرشان" CampMarchand
أسس معسكر مرشان بتاريخ 1 غشت سنة 1911 إثر معركة الرماني التي دارت
رحاها يوم 30 يوليوز من نفس السنة[4]، وقد
اختارت له جيوش الاحتلال الفرنسية موقعا استراتيجيا على الضفة اليمنى لوادي هنتاتة
الذي يخترق الرماني حاليا، وظل الرماني طيلة فترة الحماية الفرنسية على المغرب
يحمل اسم الضابط الفرنسي Marchand Victor الذي قتل يوم 14 يناير سنة1911 قرب
0 تعليقات
ROMMANI PRESS