العربي بن البشير المباركي الزعري

ROMMANI سلسلة التعريف برجالات زعير   العربي بن البشير المباركي الزعري

مجاهد ورامي من رماة زعير، كان ميالا إلى الزهد، شديد الغيرة على دينه ووطنه، بهذه الأوصاف حلته الرواية الشفوية. هو مدبر عملية الفتك بدورية القبطان "نانسي" سنة 1911 قرب قصبة مرشوش رفقة شقيقه الحبشي، الحادث الذي اشتهر في الكتابات الفرنسية بكمين مرشوش (Guet- apens Merchouch). أصبح العربي مطالبا ومبحوثا عنه من طرف قوات جيش الاحتلال بالشاوية، فاضطر إلى مغادرة الديار رفقة ذويه، ونزلوا بمنطقة الزحيليكة، قرب ضريح سيدي الخضر بقبيلة أولاد موسى، ثم منه إلى المكان المعروف بـ "مسرسر"، ومنه نزحوا إلى منطقة واد كرو فبلاد زيان . ورغم هجرته الديار، واصل وباقي مجاهدي زعير عملهم الجهادي ضد مواقع عساكر جيش الاحتلال بمنطقة زعير. شارك في عدة معارك واشتباكات، منها معركة الفج بتاريخ 2 شتنبر سنة 1912، والتي سقط فيها شهيدا أحد أبناء أخيه عبد القادر بن البشير المباركي، وأصيب بجروح شقيقه البشير بن البشير المباركي وكذلك ابنه، هذا ما شهد به الفرنسيون أنفسهم .
في أواخر شهر مارس وبداية شهر أبريل من سنة 1913، تمكن قائد مكتب الاستعلامات بمعسكر "كريستيان" (الزحيلكة) القبطان Quéré من وضع اليد على مجموع قطعان البواشرية ومصادرتها، ثم بدأت القيادة العسكرية بالمعسكر المذكور سلسلة مفاوضات مع الإخوة البواشرية ومن ضمنهم العربي، على أساس العودة إلى بلدهم زعير والقبول بشروط الأمان، فدبرت أمر عودتهم وأقدمت على نفيهم إلى بلاد دكالة. وأقاموا هناك إقامة محروسة إجبارية ببلدة القائد محمد التريعي مدة تقارب سبعة أعوام .
بعد قضاء حوالي 7 سنوات بالمنفى، عاد العربي المباركي وإخوته إلى بلدهم زعير، ولم تقع الموافقة التامة على عودتهم من منفاهم، إلا بعدما أدوا أربعة آلاف ريال حسنية على يد الضامنين السيد بوشعيب بن الحاج المذكوري قائد قبائل أولاد دحو والحلاليف والرواشد من زعير آنذاك، والسيد أحمد الجبلي والد الدكتور الجبلي الشهير بمدينة الرباط. وقد تمت العودة إلى زعيرحوالي سنة 1920، أو قبل ذلك بقليل. وقام الحكام الفرنسيون بدائرة الرماني بإنزالهم بمنطقة عين صبارة بقبيلة أولاد دحو، ووضعوهم تحت المراقبة لمدة سنة كاملة. 
في حوالي سنة 1921 أو سنة 1922، استقر العربي المباركي بالمحل المعروف بـ "الدعيديعة" بقبيلة الغوالم. وافاه الأجل المحتوم سنة 1932 إثر سقوطه من صهوة فرسه أثناء ألعاب "التبوريدة"، التي كانت مقامة بمناسبة انعقاد موسم الولي الصالح سيدي بوعمرو بمدينة الرماني .
في سنة 1939، أقدمت سلطات الاحتلال الفرنسية بالرماني على تلفيق تهمة إضرام النار في المجال الغابوي المجاور لنزلة أسرة العربي بن البشير المباركي، وذلك بعد أن رأت أن سلطة أبنائه الروحية بدأت في الانبعاث، فقامت بترحيلهم في السنة المذكورة إلى مقر المراقبة المدنية بالرماني، حيث وضعت هذه العائلة بأبنائها ونسائها وشيوخها تحت الإقامة الجبرية المحروسة لمدة سنة كاملة. كما صادرت ماشيتهم ومحصولهم الزراعي، وأصدرت حكما بالسجن لمدة سنة في حق البشير والحسين وبوشعيب وبنقدور أبناء العربي بن البشير المباركي. أما أخوهم دحمان فقد أصدرت في حقه المحكمة العليا بالرباط حكما مدة أربع سنوات، حسب الحكم الصادر بتاريخ 27 حجة عام 1358هـ الموافق 6 فبراير سنة 1940، تحت عدد: 5291، وقضى هذه المدة بسجني لعلو بالرباط وعين علي مومن بناحية سطات 
Bouabid Tarqi

إرسال تعليق

0 تعليقات